الأربعاء، 11 يناير 2012

الولاء للوطن بقلم: فاروق جويدة

هوامش حرة
الولاء للوطن

بقلم: فاروق جويدة
فاروق جويدة
 

أقسم بالله العظيم أن أكون مخلصا لرئيس الجمهورية سمعت هذا القسم في مناسبات عديدة في حفلات تخريج ضباط الجيش والشرطة ومنظمة الشباب
وجماعة حورس والمستقبل وفي تخصصات أخري كان القسم فيها يبدأ برأس النظام في تقليد يبدو أنه من بقايا عهد الفراعنة حين كان الفرعون هو الإله ولابد أن أعترف بأن هذا القسم كان يزعجني وينبغي أن يتغير بالكامل وأن يكون هناك نص جديد لقسم جديد لا يدين بالولاء لشيء غير الشعب. إن الولاء الدائم والإخلاص المتجدد يجب أن يكون للأوطان وليس لأشخاص زائلين مهما طالت فترة بقائهم في كراسي السلطة.. كيف يكون الولاء لحكام أفسدوا كل شيء ولم يكونوا أوفياء في المسئولية وتجردوا من كل مظاهر النبل والترفع؟.. كيف يكون الولاء لرئيس قتل شعبه وحاكم نهب ثروات بلاده وهبط بها إلي الحضيض في كل شيء؟.. كنت أسمع هذا القسم في جميع المناصب الرفيعة.. أن أكون مخلصا لرئيسي.. لمليكي.. لزعيمي.. ولم يكن ذلك قاصرا علي قسم الخريجين من الشباب ولكن القيادات الحزبية والتنفيذية كانت تتبرع كل يوم بقسم جديد أكثر نفاقا وتملقا لكل صاحب قرار..
إن نفاق الحكام عادة فرعونية قديمة يجب أن تتخلص منها أجيالنا الجديدة, وهي تراث عتيق لهذا الخلط الغريب بين الآلهة والحكام, وهي عادات وثنية قديمة ينبغي أن نتخلص منها.. وللأسف الشديد حتي شعوب البلاد النامية بعد أن تخلصت من عبودية الاستعمار وتحررت إرادتها وأعلنت استقلالها سقطت في منظومة أخري لتقديس الحكام حتي المستبدون منهم.. هناك مقولة قديمة تقول ليس هناك طاغية بالفطرة ولكن الشعوب هي التي تصنع طغاتها.. وأولي الوسائل المشروعة لمواجهة الطغيان والاستبداد أن تسقط الشعوب هذه الهالات المزيفة والتقديس الكاذب وتتعامل مع حكامها علي أساس أنهم بشر يخطئون ولهذا أطالب بإسقاط قسم الولاء لرئيس الدولة في القانون الجديد لانتخابات رئيس الجمهورية وأن يكون الولاء والقسم بالإخلاص أولا وأخيرا للأرض والوطن, فهما أبقي من كل الحكام..