الخلود هي كلمة السر التي تجري في دماء المصريين منذ أن ظهرت حضارتهم حول نهر النيل قبل 7000 سنة وحتي يرث الله الأرض ومن عليها ،هي التي جعلتهم يبتكرون علم التحنيط ليخلدوا الجسد الفاني وهي التي جعلت ملوكهم يبنون قبورهم من أول يوم في فترة حكمهم
وهي التي جعلت القائد العسكري حُورمُحب يتحول إلي فرعون أي حاكم لمصر والذي كان يستعد للخلود ببناء مقبرة غير ملكية بمنطقة سقارة تليق بقائد عسكري كبير فلما جلس علي عرش مصر قام ببناء مقبرة ملكية في وادي الملوك بجاور مقبرة الملك توت عنخ آمون و تحتمس الثالث ورمسيس الثالث والرابع والخامس وسيتي الأول
و حُورمُحب هو آخر فراعنة الأسرة المصرية الثامنة عشرحيث حكم مصر لمدة 30 سنة في الفترة من 1338 إلي 1308 قبل الميلاد وقد تدرج حورمحب في مناصب الدولة المصرية من المتحدث الملكي الخارجي باسم مصر في عهد توت عنخ آمون حتي أصبح القائد العام للجيش ومستشار الفرعون
وتجدر الإشارة هنا إلي أن الملك توت عنخ آمون كان له وزيرين أحدهما خيرخيرو راع آي (آي) والأخر كان حُورمُحب و بعد وفاة توت عنخ آمون استلم الوزير الأول ( آي) مقاليد الحُكم لفترة قصيرة ليحل محله الوزير الثاني "حُورمُحب" الذي تم في عهده إتلاف معظم الأدلة على فترة حُكم توت عنخ أمون والوزير (آي) وهذا يؤكد لدى البعض نظرية المؤامرة وكون وفاة توت عنخ أمون نتيجة عملية اغتيال وليست لأسباب مرضية
ولما تولى حُورمُحب الحكم أعاد الانضباط إلى الإدارة الحكومية فكان أول من وضع تشريعات وقوانين لتنظيم حياة العامة في التاريخ واهتم بإصدار العديد من القوانين التي تنظم العلاقة بين الفرد والسلطة الحاكمة قبل حوالي 3500 عام وأقام الملك الجنرال معبد جبل عاد فيما بين وادى حلفا وأبوسنبل وبهو الاحتفالات في معبد الأقصر وبه سبعة أعمدة على كل جانب ويحيط به جدار وله سقف وكان يؤدى من فناء امنحتب الخارجى إلى فناء أكبر بكثير حيث كانت تقام في هذا المكان الأعياد والاحتفالات وكانت جميع جدران المعبد في الأصل مزينة بالنقوش
وبعد 30 سنة في حكم مصروعندما حانت لحظة الرحيل وعلم الفرعون بدنو الأجل لم تطوع له نفسه أن يترك شعبه بلا قائد فاختارلهم رفيقه في الجيش الوزير رمسيس ليفوض له صلاحياته ليحكم من بعده مصر لمدة عامين فقط نظرا لاعتلال صحته عند توليه حكم مصر
هذا هو الجنرال حُورمُحب القائد العسكري الذي تحول إلي فرعون سرت في دمه جينات الخلود فحكم مصر30 سنة حاول فيها محو آثار من سبقه وبلي شعبه من بعده بالجنرال العليل فهل مازالت جينات الخلود قوية بما يكفي في دماء قائد الجيش المصري ليستمرفي اعتلاء العرش ؟ أري بوادر ذلك في ترحيل موعد تسليم السلطة للرئيس المدني المنتخب لحين إشعار آخر وهو ما ينبأ بظهور حُورمُحب جديد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق