الثلاثاء، 17 يناير 2012

قبل انتهاء العرض‏..‏ بقلم: فاروق جويدة

هـوامــش حـرة
قبل انتهاء العرض‏..‏

بقلم: فاروق جويدة
فاروق جويدة
 


كان هناك تنسيق أمني علي أعلي المستويات بين أجهزة الأمن في مصر وأمريكا وإسرائيل‏..‏ وقد وصل مستوي هذا التنسيق إلي تبادل أدق المعلومات والاستعانة بالخبرات واستخدام أحدث أساليب التعذيب.
وقد انضمت أجهزة أمن عربية إلي هذه الخطط والبرامج.. وكان وزراء الداخلية العرب يجتمعون كل عام في تونس تحت رعاية الرئيس الهارب بن علي لدراسة الإجراءات واتخاذ القرارات.. كل ذلك كان تحت شعار محاربة الإرهاب وكان هذا الإرهاب يعني طرفا واحدا فقط هو التيارات الإسلامية.. الأخوان المسلمون في مصر.. وجماعة النهضة في تونس والشيعة في العراق والجاليات الإسلامية في الغرب.. وحماس في غزة وقبل هذا كله القاعدة في كل أرجاء العالم برغم أن بن لادن كان صناعة أمريكية حتي رحل علي يد من صنعوه..
ومنذ قيام ثورة يناير وبدء المحاكمات بدأ التلميح في قضايا قتل الشهداء إلي أن هناك عناصر أجنبية هي التي قامت بكل هذه العمليات داخل مصر بما يوحي أن الثورة المصرية نفسها قامت بدعم أمني أجنبي وتمويل خارجي.. وهنا ظهر لأول مرة هذا اللهو الخفي الذي وقف وراء الأحداث ابتداء بشهداء ميدان التحرير وانتهاء بما حدث في محمد محمود ومجلس الوزراء قالوا في البداية إن اللهو الخفي كان شبحا مصريا يسمي الفلول ثم بدأت إشارات قاطعة بأنه تدخل أجنبي وأن هناك19 جثة في أحداث يناير ملامحها أجنبية لم يستدل عليها وكلنا يعلم أن أجهزة الأمن عندنا كانت تعلم مقر إقامة أصغر نمله في المحروسة.. فهل بعد عام كامل من الثورة وكل هذه الأحداث الدامية لم نعرف من هو اللهو الخفي وهل كان أمريكيا أم إسرائيليا أم فارسيا أم عربيا أم من موزمبيق.. وهل كان من المنطقي أن تسعي أمريكا وإسرائيل إلي إسقاط نظام تفاني في تقديم كل شيء وأين التنسيق الأمني والسياسي القديم خاصة أن القابعين خلف القضبان كانوا حراس هذا النظام.. مطلوب البحث عن لهو خفي آخر قبل انتهاء العرض.

الاثنين، 16 يناير 2012

ملف المعونات الخارجية بقلم: فاروق جويدة

هـوامــش حـرة
ملف المعونات الخارجية
بقلم: فاروق جويدة
فاروق جويدة
 

تأخرت الدولة كثيرا في التعامل بحسم مع جمعيات المجتمع المدني خاصة ما يتعلق بالمعونات الخارجية‏..‏ وقد أفاقت مرة واحدة
وبدأت عمليات مطاردة أمنية لجمعيات حقوق الإنسان.. وتحولت المواجهة إلي تصفية حسابات مع شباب الثورة.. ولاشك أن العملية كانت فيها أخطاء كثيرة من حيث التوقيت والهدف خاصة أن عمليات التمويل الخارجي أو حتي الداخلي لم تكن جديدة فقد انتشرت منذ سنوات دون رقابة من أحد..
في العهد البائد سمحت الدولة بتلقي جميع أنواع المعونات ولم تفرق بين ما يأتي من دول الغرب أو إسرائيل.. وهناك عشرات الجمعيات المريبة التي تلقت دعما ولم يحاسبها أحد بل إن بعض الجمعيات كانت ترعاها مؤسسة الرئاسة نفسها ومنها جمعية للترويج لعملية السلام بجانب ما كان يتلقاه الهلال الأحمر.. وفي الأرقام التي تم إعلانها أخيرا من الحكومة أتضح أن مؤسسة المرحوم محمد علاء مبارك وهو حفيد الرئيس السابق تلقت معونات في عام2010 من دولة قطر قيمتها84 مليون جنيه تسلمها ابن الرئيس السابق نفسه علي ثلاثة أقساط.. أحد الوزراء السابقين أخبرني يوما أن فلان تسلم مليون دولار من مؤسسة أمريكية وقد وصلتنا صورة الشيك فقلت له وماذا فعلتم ؟.. قال لا شيء.. الأخطر من ذلك أن مراكز الأبحاث الاجتماعية والسياسية في الدولة كانت تتلقي دعما ماليا من الخارج لإجراء بحوث مشتركة حول قضايا كثيرة ومن هذه المؤسسات مراكز بحثية إسرائيلية.. كلنا يعلم أن كل مؤسسات الدولة المصرية كانت مخترقة في أدق التفاصيل واخطر القضايا وأن أجهزة الدولة الأمنية والجامعية والسياسية كانت تعلم ذلك كله ولم تتحرك.. وقد اعترض عدد كبير من أهل الرأي والفكر في مصر عندما علموا أن دولة عربية تحملت تكاليف تجديد قصر الرئاسة بمبلغ20 مليون دولار منذ سنوات.. يومها قلنا أن قصر الرئاسة يمثل الدولة المصرية وليس من المقبول إطلاقا أن يتم تجديده بمعونة خارجية.. ملف المعونات كان ينقصه الكثير من الحسم.. والمتابعة منذ زمان بعيد..

الأحد، 15 يناير 2012

شركات السياحة تعترض بقلم: فاروق جويدة

هـوامــش حـرة
شركات السياحة تعترض
بقلم: فاروق جويدة
فاروق جويدة
 

تلقيت عشرات الرسائل حول ما كتبته عن دخل السياحة في عام‏2011‏ واتصل بي وزير السياحة منير فخري عبدالنور شاكرا في حين يؤكد أصحاب شركات السياحة أن الأرقام مبالغ فيها فلا السياح بلغ عددهم عشرة ملايين‏..
ولا دخل السياحة حقق عشرة بلايين دولار.. وأريد أن أؤكد أن هذه الأرقام جاءت علي لسان المسئولين في وزارة السياحة.. واليوم انشر هذه الرسالة من اللواء عبد الحميد الشاذلي رئيس إحدي شركات السياحة..
قرأت مقال سيادتكم( الوزير المعارض) وذكرت أن دخل السياحة المصرية وصل إلي عشرة بلايين دولار في عام الثورة2011 وإذا كان هذا صحيحا فمرحبا بالوزير المعارض.. إن شركتنا السياحية( ش.م.م) لم يدخل حسابها أي عملة اجنبية.. خلال هذا العام ومنذ الخامس والعشرين من يناير فقد ألغيت جميع الحجوزات تباعا ولم نعمل خلالها إلا بالنذر اليسير نظرا لخوف السائحين حتي المصريين منهم من السفر لانعدام الأمن.. وكل هذا اضطرنا إلي تخفيض العمالة..
إذا كانت تلك الأرقام المذكورة صحيحة فإن الذي فاز بها بلاشك هي الشركات الكبيرة والتي هي في الحقيقة امتداد للشركات الأجنبية وعليه فإن عوائد كثيرة من هذا الرقم قد تسربت إلي الخارج! أما الشركات الصغيرة فليس أمامها إلا الاقتراض أو الغلق..
نطالب سيادة وزير السياحة بأن يعيد للشركات الصغري قيمة التبرعات الاجبارية التي أجبرنا عليها من الوزارة عند صدور التراخيص لنا علما بأن قيمة تلك التبرعات كانت ستين ألف دولار لكل شركة أنشئت في الأربع أو الخمس سنوات الأخيرة.. كذلك من الممكن تقليل خطابات الضمان وتمكيننا من تسييل جزء منها لمساعدتنا في هذه المرحلة الصعبة..
هذا المطلب من حقنا حتي نستمر في جلب العملة الصعبة المطلوبة لاحقا وأن نستمر في تقديم الخدمة التي تستحقها مصر وأن نقدمها لزوارها وضيوفها مستقبلا.. ولعل ذلك يمكننا أيضا من العودة للمشاركة في المعارض الدولية التي امتنعنا تماما من المشاركة فيها نظرا للظروف المادية الصعبة التي نمر بها..

السبت، 14 يناير 2012

القطن المصري‏..‏ اللغز الحائربقلم: فاروق جويدة

هـوامــش حـرة
القطن المصري‏..‏ اللغز الحائر

بقلم: فاروق جويدة
فاروق جويدة
 

كلنا يذكر أمجاد القطن المصري حينما كان تاجا يزين الزراعة المصرية‏..‏ ولم يتوقف الأمر عند ذلك‏,‏ بل انتقل إلي صناعة الغزل والمنسوجات منذ عشرات السنين‏.
 وأقيمت مدن كاملة علي هذه الصناعة التي رعاها طلعت حرب مثل المحلة الكبري وكفر الدوار.. وكانت المصانع في أوربا تعتمد كليا علي القطن المصري أشهر أقطان العالم.. وفي موسم جني القطن كان الفلاح المصري يجدد البيت ويزوج الأبناء ويسدد الديون.. كان القطن عرس الزراعة في مصر.. ومنذ سنوات سقط القطن عن عرشه أمام أصحاب نظريات الكانتلوب والخيار والفراولة وتراجعت مساحات القطن, وبدأت مافيا الاستيراد تسيطر علي سياسات الحكومات المتتالية, وبعد أن كانت مساحات زراعة القطن تزيد علي مليون فدان سنويا وصلت إلي300 ألف فدان.. ولم تعد الحكومة حريصة علي شراء المحصول أو حتي تصديره للخارج, بل وصل الحال إلي استيراد القطن من الهند وإسرائيل.. وفي فترة ما ارتفعت الأسعار العالمية للقطن مما جعل الدولة ترفع أسعار الشراء من الفلاحين وبدأت لعبة القط والفار بين الحكومة والفلاحين حسب الأسعار العالمية, إذا زادت الأسعار عالميا اشترت المحصول, وإذا انخفضت تركته قتيلا في البيوت.. وافتقدت السياسة الزراعية للدولة الشفافية تماما خاصة في ظل برامج الخصخصة حين باعت المحالج في كل أرجاء المحروسة لتتحول إلي مبان وعقارات, ثم باعت عددا كبيرا من مصانع الغزل والنسيج كما حدث في شبين الكوم وكفر الدوار.. وشهدت مصر حملة لتصفية هذا التاريخ الحافل مع زراعة القطن وصناعته, ليبدأ مسلسل الكويز مع إسرائيل وأمريكا واقتصر علي مجموعة شركات يملكها اثنان أو ثلاثة من رجال الأعمال في ظل منظومة الزواج الفاسد بين الحكومة ورجال الأعمال.. لقد أعلنت الحكومة أخيرا علي لسان الوزيرة فايزه أبو النجا شراء محصول القطن بسعر2000 جنيه للقنطار دعما منها للفلاحين, وهي خطوة علي الطريق بعد معاناة طويلة عاشها الفلاح المصري, وظروف صعبة يعاني منها أحد صناع الفرحة في الريف المصري.. الذهب الأبيض..

الأربعاء، 11 يناير 2012

الولاء للوطن بقلم: فاروق جويدة

هوامش حرة
الولاء للوطن

بقلم: فاروق جويدة
فاروق جويدة
 

أقسم بالله العظيم أن أكون مخلصا لرئيس الجمهورية سمعت هذا القسم في مناسبات عديدة في حفلات تخريج ضباط الجيش والشرطة ومنظمة الشباب
وجماعة حورس والمستقبل وفي تخصصات أخري كان القسم فيها يبدأ برأس النظام في تقليد يبدو أنه من بقايا عهد الفراعنة حين كان الفرعون هو الإله ولابد أن أعترف بأن هذا القسم كان يزعجني وينبغي أن يتغير بالكامل وأن يكون هناك نص جديد لقسم جديد لا يدين بالولاء لشيء غير الشعب. إن الولاء الدائم والإخلاص المتجدد يجب أن يكون للأوطان وليس لأشخاص زائلين مهما طالت فترة بقائهم في كراسي السلطة.. كيف يكون الولاء لحكام أفسدوا كل شيء ولم يكونوا أوفياء في المسئولية وتجردوا من كل مظاهر النبل والترفع؟.. كيف يكون الولاء لرئيس قتل شعبه وحاكم نهب ثروات بلاده وهبط بها إلي الحضيض في كل شيء؟.. كنت أسمع هذا القسم في جميع المناصب الرفيعة.. أن أكون مخلصا لرئيسي.. لمليكي.. لزعيمي.. ولم يكن ذلك قاصرا علي قسم الخريجين من الشباب ولكن القيادات الحزبية والتنفيذية كانت تتبرع كل يوم بقسم جديد أكثر نفاقا وتملقا لكل صاحب قرار..
إن نفاق الحكام عادة فرعونية قديمة يجب أن تتخلص منها أجيالنا الجديدة, وهي تراث عتيق لهذا الخلط الغريب بين الآلهة والحكام, وهي عادات وثنية قديمة ينبغي أن نتخلص منها.. وللأسف الشديد حتي شعوب البلاد النامية بعد أن تخلصت من عبودية الاستعمار وتحررت إرادتها وأعلنت استقلالها سقطت في منظومة أخري لتقديس الحكام حتي المستبدون منهم.. هناك مقولة قديمة تقول ليس هناك طاغية بالفطرة ولكن الشعوب هي التي تصنع طغاتها.. وأولي الوسائل المشروعة لمواجهة الطغيان والاستبداد أن تسقط الشعوب هذه الهالات المزيفة والتقديس الكاذب وتتعامل مع حكامها علي أساس أنهم بشر يخطئون ولهذا أطالب بإسقاط قسم الولاء لرئيس الدولة في القانون الجديد لانتخابات رئيس الجمهورية وأن يكون الولاء والقسم بالإخلاص أولا وأخيرا للأرض والوطن, فهما أبقي من كل الحكام..

الثلاثاء، 10 يناير 2012

مبدأ منتهى حسن النية كأحد المبادئ الهامة في عقود التأمين

مبدأ منتهى حسن النية كأحد المبادئ الهامة في عقود التأمين
جريدة الرأي الأردنية بتاريخ 29/07/2000 م
بقلم / مراد زريقات

إن الحداثة في صناعة التأمين تستوجب على شركات التأمين السعي قدماً في لعب الدور الكبير لزيادة الوعي التأميني بين القطاعات الاقتصادية الأخرى والمواطنين العاديين وذلك للمحافظة على زبائنها الحاليين واستقطاب زبائن جدد، وبهذا المجال يجب على شركات التأمين أن تحاول إزالة اللبس الذي يتكون ما بين الزبائن (المؤمن له) وشركات التأمين (المؤمن) في حال حصول الحوادث أو الخسائر والتقدم بالحصول على تعويض الأمر الذي يؤدي إلى حصول  مد وجزر بينهما وذلك لعدم وضوح المفاهيم والشروط التأمينية و المبادئ التي تقوم عليها عقود التأمين، ربما يعود هذا إلى تقصير من شركات التأمين بعدم لعب الدور في توضيح قوانين ومبادئ التأمين أو تقصير من الزبائن بعدم قراءة استمارة طلب التأمين ووثائق التأمين.

وبهذا الصدد أقدم هذه اللمحة الموجزة عت أحد مبادئ عقود التأمين ألا وهو مبدأ منتهى حسن النية.

يقوم التأمين بصفة أساسية على مبدأ منتهى حسن النية سواء تعلق الأمر بالمؤمن أو المؤمن له لدرجة أن عقود التأمين وصفت بعقود منتهى حسن النية.

ويقضي هذا المبدء بأن يكون التعامل بين المؤمن والمؤمن له بصدق وشفافية وأن يظهر كل منهم عند التعاقد كافة الحقائق المتعلقة بالتأمين ولا يخفي أحد الطرفين شيئاً جوهرياً عن الطرف الآخر، وقد يستمر هذا الالتزام أثناء سريان العقد وفي حالة الإخلال به من قبل أي طرف يحق للطرف الآخر فسح العقد.

يفرض مبدأ منتهى حسن النية التزامين رئيسيين هما:

1-  عدم الإدلاء بأي بيان غير صحيح يتعلق بعقد التأمين.
2-  الإفصاح عن جميع الحقائق الجوهرية والظروف المحيطة بعقد التأمين وعلى عكس غيرها من العقود القانونية فإن عقود التأمين يجب أن تلتزم بالمصارحة والمكاشفة ذلك أن عقود التأمين تتعامل مع خدمات وأمور غير عادية وهذا يؤثر بطبيعة الحال على موقف كل من طالب التأمين والمؤمنين من ناحيتين:

1-   يتأثر موقف طالب التأمين لأنه مقارنة بمشتري السيارة لا يمكنه اختبار فعالية وثيقة التأمين من قبل شرائها ولن يكون باستطاعته إلا أن يثق بالمؤمن وبأنه سيقوم بتسوية المطالبات بشكل مناسب عندما يحين الوقت لذلك كما أن طالب التأمين لن يعرف تفاصيل الغطاء إلا إذا قام المؤمن بتزويده بالمعلومات الموجودة لديه.
2-   يتأثر موقف المؤمن لأن طالب التأمين هو الطرف الوحيد  الذي توجد لديه كل المعلومات والتفاصيل المتعلقة بموضوع التأمين – الشيء الذي ينوي التأمين عليه – على سبي المثال إذا كان هناك شخص ينوي التأمين على سيارة (بدلا من شرائها) لن يعرف المؤمن في هذه الحالة أية معلومة عن السيارة المعنية إلا ما يخبره به طالب التأمين، فإذا تم إجراء بعض التعديلات على السيارة أو لم تكن صالحة للاستعمال فلن يكون لدى المواطن شيء ملموس بعتمد عليه لمعرفة هذه المعلومات إلا إذا قام طالب التأمين بالكشف عنها.

ومن الممارسات التي يجب أن تقوم بها شركات التأمين في التعامل مع هذا المبدأ نذكر ما يلي:-

1-    قيام شركات التأمين بالتنبيه على طال التأمين بأهمية الكشف عن الحقائق الجوهرية في استمارة طلب التأمين وفي إشعارات التجديد.
2-    قيام شركات التأمين بإضافة أسئلة واضحة في استمارة طلب التأمين بشأن الأمور التي عادة ما تكون جوهرية.
3-    تجنب شركات التأمين الأسئلة التي من المحتمل ألا يكون لدى طالب التأمين العادي المعلومات الكافية للإجابة عليها وبالتالي تجنب الإجتهاد غير المرغوب فيه.
4-    استمرار شركات التأمين في تطوير وتعديل طلبات التأمين ووثائق التأمين بحيث تكون واضحة وسهلة ومترجمة إلى اللغةا لعربية.

ومن هنا فإن التزام كل من المؤمن والمؤمن له بمبدأ منتهى حسن النية يعمل على توضيح كل الجوانب التي تندرج تحت التغطية التأمينية منذ بداية عقد التأمين وبالتالي تجنب حدوث المشاكل مستقبلاً مما يساهم في زيادة الوعي التأميني والسعي نحو تطوير هذه الصناعة الهامة.

والله زمان بقلم: فاروق جويدة

هـوامــش حـرة
والله زمان
بقلم: فاروق جويدة
فاروق جويدة
 
تبقي فترة الأربعينيات في مصر من أزهي وأجمل مراحل تاريخنا الحديث‏..‏ وقد سألت نفسي في أي المراحل تمنيت أن أعيش وكانت الإجابة دائما‏..‏ أنها أربعينيات مصر حين كانت بالفعل زهرة العالم العربي في كل شيء‏.
كانت أوروبا قد مزقتها الحرب العالمية الثانية وتحولت دول مثل فرنسا وألمانيا وإيطاليا إلي خرائب.. وكان العالم العربي لم يعرف بعد الذهب الأسود في حين كان الذهب الأبيض المصري هو التاج والثراء الحقيقي.. كان الفن المصري في أروع مراحل ازدهاره في السينما حيث برز عشرات النجوم وفي المسرح القومي والأوبرا القديمة قبل أن يحترقا.. وكانت الأحزاب السياسية تعيش مرحلة مخاض ليبرالي واعد حيث يتصدر الوفد الساحة السياسية.. وكانت مصر حافلة بعدد من رجال الدولة الكبار في الفكر والسياسة.. وكان الإبداع المصري قد تبلور وشيد ركائزه في الشعر والرواية والقصة.. وكان الغناء المصري حافلا بأجمل المواهب والعبقريات.. وكانت الأقليات الأجنبية تعطي لمصر أجمل ما عندها في الفنون والعمارة والتجارة.. كان الأرمن والطليان واليونانيون يجوبون الإسكندرية ويقدمون أساليب حضارية راقية.. وكانت العمارة الأجنبية قد امتزجت بالعمارة الإسلامية لتشهد مصر أروع مبانيها وكان الاقتصاد المصري قد عرف الصناعة الحديثة والإنتاج المتميز.. ولم يكن غريبا أن يعيش عدد من الشعراء والكتاب الأجانب في مصر وان تشهد المدن المصرية مجيء أعداد كبيرة من الهاربين من الحروب في أوروبا.. كان الإنسان المصري برغم الفقر والجهل والأمية قد وصل إلي درجة من النمو الحضاري والفكري جعلته مميزا في سلوكه وأفكاره وأسلوب حياته.. وكانت أسعار كل شيء في متناول الجميع طعاما وشرابا وسكنا..
من عاشوا فترة الأربعينيات في مصر يذكرون دائما جامعة القاهرة والأزهر الشامخ وحرية الصحافة وصخب الأحزاب السياسية ووسطية الفكر وترفع الحوار وليالي القاهرة الجميلة فنا وغناء ورقيا والعائلات العريقة التي جمعت من المال ما يكفي ومن الرقي ما يسلب العقول..
كان المال مجرد وسيلة.. والرقي والترفع أسلوب حياة..

الاثنين، 9 يناير 2012

متي تهدأ الأشياء؟ بقلم: فاروق جويدة

هـوامــش حـرة
متي تهدأ الأشياء؟

بقلم: فاروق جويدة
فاروق جويدة
 
 -----------------------------------
من أسوأ الأشياء أن تتحول الكلمات إلي حجارة والسطور إلي خناجر فتري الدماء تسيل من جبهتك وأنت تقرأ مقالا أو تعليقا أو رسالة‏..
لقد منحتنا الثورة أجمل أيام عمرنا في التوحد والترفع والتسامح والتواصل مع الآخرين وبعد أن أنفض المولد وبدأ جني الثمار وجمع الغنائم ظهرت نزعات الشر في وجوه كثيرة وبدأ الزحام علي الوليمة وسقطت رؤوس كثيرة وتزاحمت الأقدام في الأقدام وسالت دماء أخري غير دماء الشهداء.. وتحت قصف الحجارة كانت اتهامات بالخيانة والعمالة والبيع والشراء.. ووجدنا أنفسنا أمام مذابح بشرية بالكلمات والاتهامات.. وكانت المأساة أن تجد في بيتك ضيوفا رحبت بهم وفتحت لهم قلبك وعقلك وأنست لوجودهم معك وفجأة وجدت بينهم من يحمل حجرا ويلقيه علي رأسك وأخر يستل سكينا ويطعنك في صدرك وحين أفقت علي الجريمة وجدت أشياءك مبعثرة وأوراقك في كل مكان وقد خرج الضيوف بعد أن تركوا البيت أطلالا.. وفي زحمة الأقدام سقطت الأقلام ووجدت حشودا أمامك من وجوه لا تعرفها صرخات هنا وهناك واحتجاجات من كل لون وأخذت تسأل ماذا جري وماذا حدث وفي صخب الهتافات لم تسمع شيئا غير الضجيج ولم تر شيئا غير أقدام تدوس علي الأقلام وأقلام تخبيء نفسها من سيل الحجارة.. أنها شوائب النهر حين يفيض ويختلط الماء النقي بالشوائب..
هناك حكمة قديمة تقول حين تشتد الفتن بين الناس الزم بيتك.. وماذا يفعل الإنسان إذا كانت الحجارة لا تقتحم بيت الإنسان فقط ولكنها تصل إلي عقله وفكره وتحاول أن تسلبه روحه وضميره..
وهذا هو الحال حين تغيب لغة الحوار وتخبو أضواء الحكمة ويصبح العقل ضيفـا غير مرغوب فيه..
لا أحد يعرف متي تهدأ النفوس ويعود النهر إلي سكونه القديم ويفرق بين الماء والشوائب وبين الكلمات والحجارة.. سوف نحتاج بعض الوقت حتي نعود إلي أنفسنا وتهدأ الأشياء حولنا فنسمع بعضنا ونتحاور في رقي ونختلف بلا اتهامات أو شتائم وأرجو ألا يطول بنا الوقت..

الأحد، 8 يناير 2012

أين مقتنيات مصطفي كامل؟ بقلم: فاروق جويدة

هـوامــش حـرة
أين مقتنيات مصطفي كامل؟
بقلم: فاروق جويدة
فاروق جويدة
 

بعد أن كتبت عن متحف العقاد في أسوان إتصل بي الأستاذ عصام فتحي رضوان ابن كاتبنا ومفكرنا الراحل فتحي رضوان وأخبرني أن متحف الزعيم الراحل مصطفي كامل في القلعة قد سرق بالكامل أثناء أحداث ثورة‏25‏ يناير
وهذا المتحف يضم رفات أربعة من رموز الحركة الوطنية المصرية وهم مصطفي كامل ومحمد فريد والرافعي وفتحي رضوان.. وقد سرقت مقتنيات الرموز الأربعة ومنها بدلة تشريفة مصطفي كامل وخطاباته وجميع الكتب الموجودة في المتحف ومنها مكتبة ضخمة تخص الرافعي وفتحي رضوان بجانب سرقة الخطابات المتبادلة بين مصطفي كامل وجوليت أدم باللغة الفرنسية وضمت المسروقات أيضا مكاتب رضوان والرافعي وقد نزع اللصوص فوانيس المتحف النحاسية الضخمة وهي مصنوعة علي الطراز الإسلامي من النحاس الخالص وتحتاج لعربات مطافي لخلعها.. ويقول الأستاذ عصام فتحي رضوان إن المتحف الآن لا يوجد به أي شيء علي الإطلاق وقد شكونا إلي المسئولين في الشرطة والأمن علي فترات مختلفة ولم يسمع لنا أحد.. وقد تحول المتحف إلي خرابة حيث لا يوجد به غير رفات الرموز الأربعة بينما سرقت الكتب واللوحات التاريخية والتماثيل النادرة والمخطوطات التي لا تقدر بثمن وأكد السيد عصام فتحي رضوان أنه كان في زيارة الأسبوع الماضي للمتحف ولم يعد فيه شيء علي الإطلاق.. وكان المسئولون في قطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة قد أعلنوا أن معظم المسروقات قد عادت للمتحف.. ويبقي هناك سؤال حائر ما بين شكوي السيد عصام فتحي رضوان حيث يدفن والده في المتحف وما أكده المسئولون في وزارة الثقافة حول ما بقي من مقتنيات مصطفي كامل ومحمد فريد والرافعي وفتحي رضوان وهل بقي شيء بالفعل.. نرجو أن تراجع وزارة الثقافة قائمة المقتنيات في المتحف وهل بقي شيء منها وأن تعيد وزارة الداخلية البحث عن هذه المسروقات التاريخية..
إن الاعتداء علي المتاحف المصرية ظاهرة تحتاج إلي الحسم والانضباط ابتداء بزهرة الخشخاش التي لم نعرف لها مكانا وانتهاء بمقتنيات مصطفي كامل..

السبت، 7 يناير 2012

مصر التي تسكننا بقلم: فاروق جويدة

هـوامــش حـرة
مصر التي تسكننا
بقلم: فاروق جويدة
فاروق جويدة
 

في مثل هذا اليوم من العام الماضي كانت مأساة كنيسة القديسين في الاسكندرية تهز أرجاء مصر كلها ويومها بكي كل بيت مصري علي الشهداء الأبرياء من إخواننا المسيحيين‏..‏
 واليوم يتجمع الملايين من المسلمين وليس المسيحيين وحدهم حول الكنائس يحتفلون بعيد الميلاد المجيد, ويقدمون نموذجا في الحب والتسامح والرحمة بين أبناء الوطن الواحد.. لا ينبغي أن نهتم بصيحات مغرضة متشددة تنطلق بغباء هنا أو هناك, لأن هذه الظواهر لن تفسد رصيدا طويلا من المحبة بين أبناء مصر.. حين نعيش في بيت واحد لا تستطيع أن تفرق فيه بين المسيحي والمسلم.. وحين تذهب إلي الطبيب, أو يزور طفلك في زيارة منزليه فأنت لا تسأل عن دينه وأصله.. كنت يوما في زيارة لقداسة البابا شنودة امتدت أكثر من ساعتين بدأت بحديث طويل عن الشعر العربي هو يحفظ آلاف الأبيات من الشعر.. يومها كان يتحدث بتقدير شديد عن العدل في سيرة سيدنا عمر بن الخطاب والحكمة في أقوال ومآثر سيدنا علي رضي الله عنهما.. وكان يقول إن الثقافة العربية هي ثقافتنا ومصر هي مصدر الحماية لهذه الثقافة بكل ما فيها من زخم حضاري وإنساني عريق.. والبابا شنودة هو صاحب المقولة الشهيرة أن مصر وطن يسكننا وليس وطنا نسكن فيه والفرق كبير بين من يري الوطن قطعة أرض وتراب ومن يراه قطعة من الروح والقلب, ومن أجمل ما قرأت عن سيرة رسولنا الكريم عليه الصلاة والسلام ما كتبه د.نظمي لوقا أستاذ الفلسفة المسيحي في كتابه محمد وعندما تتجمع حشود الشباب المصري حول الكنائس احتفالا بعيد الميلاد, فلن يستطيع أحد أن يفرق بين الشباب المسلم والشباب المسيحي وهم يلتفون حولها لأن الدماء واحدة, والملامح لا تختلف والانتماء جسر دائم من المحبة..
يحتفل المسيحيون اليوم بعيدهم وعيدنا, لأن أعيادنا واحدة, وحين تضيء الكنائس وتعلو فيها التراتيل فإن المساجد تطلق تكبيراتها في كل مكان تأكيدا لمعني واحد أن الدين لله والوطن لنا جميعا..

الأحد، 1 يناير 2012

من قتل الثوار ؟ بقلم: فاروق جويدة

هـوامــش حـرة
من قتل الثوار
بقلم: فاروق جويدة
فاروق جويدة
 

المحامون الكويتيون يزعمون أنهم جاءوا إلي القاهرة يحملون الأدلة والقرائن والبراهين التي تؤكد براءة الرئيس السابق من دم الشهداء في ثورة‏25‏ يناير
ويؤكدون أنهم حملوا الصور والسيديهات التي تؤكد أن ما حدث أخيرا في مواجهة المتظاهرين في شارع محمد محمود ومجلس الوزراء هو نفس ما حدث أيام الثورة في يناير الماضي وهذا دليل علي البراءة.. ولكن هذا الطرح قد يصل بنا إلي نتيجة أخري تدين الماضي والحاضر معا لأن معني ذلك أن أساليب قتل الثوار لم تتغير عند أحداث الثورة وما بعدها ولا أحد يعلم السر في إصرار المحامين الكويتيين علي دخول هذه المواجهة دفاعا عن الرئيس السابق خاصة أن المسائل القانونية وأنشطة المحاماة والقضاء كلها تجارب وليدة في البلد الشقيق.. إلا أن الأشقاء في الكويت يحاولون رد الجميل للرئيس السابق الذي حارب من أجل تحرير الكويت رغم أن الجيش المصري هو الذي حارب وليست الأسرة الحاكمة.. لو كنت مسئولا في هذا البلد ما سمحت بدخول فريق المحامين الكويتيين إلي مصر من البداية وطلبت من سلطات المطار منع دخولهم ورفضت المبدأ شكلا وموضوعا لأننا أمام قضية مصرية خالصة وشعب يحاكم رئيسه طبقا لقوانين العدالة وموقف الأخوة في الكويت تدخل سافر في الشأن المصري..
إن دولة الكويت لن تسمح لأي مواطن مهما تكن جنسيته أن يترافع أمام المحاكم الكويتية في قضية تخص الشأن الداخلي.. وكم شهدت الكويت من أحداث سياسية وانقلابات ومحاكمات وتقلبات في الأسرة الحاكمة ولم يفكر مواطن مصري في إقحام نفسه في مثل هذه الأحداث احتراما للشعب الكويتي وقيادته وإيمانا منه بأن لكل دولة ظروفها وأنه لا يجوز لأحد أن يعطي نفسه الحق في التدخل في شئون وطن آخر.. كان ينبغي أن تغلق وزارة العدل المصرية هذا الملف من البداية وتقول للمحامين الكويتيين شكرا ولكن الأخطاء الصغيرة عندنا كثيرا ما تحملنا إلي أخطاء أكبر خاصة أن بيننا وبين الشعب الكويتي علاقات تاريخية ينبغي أن يحرص عليها الجميع