منذ عهود بعيدة عرف البحارة في الخليج أهمية الممرات المائية واكتسبوا خبرة في ذلك، وخور سيهات هو الممر البحري الرئيسي الذي يسلكه أجدادنا منذ عهود بعيده للوصول إلى عرض البحر. وهو يمتد من منطقة النجوة (النيوة) (و هي موقع بحري يقع شمال ميناء الدمام)حتى ساحل سيهات، وبالتحديد بالقرب من مصائد الحضور ويتجه شمالا محاذيا لمصائد الحظور لأهالي سيهات ثم يقترب من مصائد الحظور لأهالي عنك حتى يتلاقى مع خور ملك الذي يتجه غربا نحو مدينة عنك والقطيف. وهذا الخور من معالم المنطقة منذ القدم، وقد أبحر فيه التجار من الهند وإيران وتجار الخليج العربي نظرا لصلاحيته للسفن الكبيرة، ويمكنهم من الوصول إلى سواحل المنطقة وما زال السكان حتى يومنا هذا يمخرون عبابه بقواربهم لصيد الأسماك.
و قد عرف قدماء الملاحين ومعاصروهم أسرار ومسالك هذا الخور، ومن يجهل هذا الممر يلاقي صعوبات كثيره، منها الاصطدام بالصخور البحرية المنتشرة في مياه الخليج حيث أن بعضها بارز على سطح البحر خصوصا عندما يكون جزرا (ثبرا). ومن يتبع هذا الخور من منطقة النيوة متجه غربا يتمكن من الوصول إلى شاطئ سيهات دون الاصطدام بصخور البحر، ولهذا سمي بخور سيهات. وقد أعطى هذا الخور مدينة سيهات موقعا بحريا استراتيجيا منذ القدم، ولهذا يلاحظ أنه في نهاية الخور على بعد ميل منه بني البرج البحري القديم، الذي يطل على ممر الخور لما له من أهمية في الأمور الحربية والأمنية لهذه المدينة.
و إذا أردنا معرفة متى سمي هذا الخور بخور سيهات، فإنه من الصعوبة الحصول على إجابة شافية ودقيقة.
و يعتقد أن اسم هذا الخور عرف مع بداية قيام مدينة سيهات في القرن السابع الهجري تقريبا. والرواة يذكرون أنه معروف منذ القدم ولم يطلق حديثا، وإن جميع ملاحي البحر في منطقة القطيف يطلقون عليه اسم خور سيهات.
و استفاد أهالي سيهات كثيرا من الخور قديما وحديثا، ففي القديم كانت سفن التجارة من الهند وإيران وبعض دول الخليج تبحر فيه وترسوا بالقرب من البرج الواقع بمقربة منه وفيه يتم التبادل التجاري. كما أنه ما زال حتى وقتنا الراهن الممر المائي الرئيسي لصيادي الأسماك للوصول إلى عرض البحر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق